السبت، 11 سبتمبر 2010

ماذا تعرف عن النحل ؟

النحل ؛ حشرة اجتماعية من الدرجة الأولى ؛ نموذجية تحب أن تعيش فى مجموعات ؛ يطلق عليها الطائفة. هذه الطائفة تعيش فى حياة اشتراكية تعاونية ؛ كل فرد فيها له دوره الفعال والمخلص لمملكته ؛ يسهر على خدمته ويضحى بروحة فداءا لها لا يكل و لا يمل ؛ يستهلك عمره من أجل حبه لخليته ، يقوم بتقديم روحه للزود عن الخلية ، يتفانى فى خدمة مليكته ، ويضحى بحياته من أجل الدفاع عن خليته.

كما أن النحل من أنشط المجتمعات ؛ أن لم يكن من أنشطها ؛ حيث يتقاسم أفراد المجتمع العمل ؛ فكل يؤدى واجبة الموكل إليه بكل أخلاص وتفان وإتقان ؛ لا يسمح أفرادة أن يعيش بينهم شخص كسول ؛ فإذا تكاسل فرد منهم وأصبح عبئا على بقية أفراد المجتمع ، كان مصيره التشريد والطرد حيث يلفظة المجتمع لكونه عبئا على العاملين المجدين ؛ وهذا المجتمع التعاونى يقدم العون للصغير والضعيف حتى يكبر ويقوى ليكون زادا للمجتمع وقوة فعالة به . فمجتمع النحل ؛ هو مجموعة من الأفراد لكل فرد فيه دور مستقل ؛ فتكون الخلية بمثابة جسم نابض بالحياة ، يحافظ على استتباب النظام داخل الخلية ؛ فإذا ألم بها مكروه أو ما يهدد أمنها ؛ تألمت وحزنت وتقوم بإصلاح ما أصابها ويزول ما يهدد الأمن والإستقرار ويعكر صفوه ؛ كما أن مجتمع النحل لا يعرف اليأس وأن كل فرد فى الخلية يعمل المستحيل للمحافظة على استقرار وأمن الخلية ؛ فاذا ما شاهدنا هذا المجتمع المثالى لا يسعنا إلا أن نردد سبحان الله وتبارك الله أحسن الخالقين.
صورة مهداه من أ.د. مصطفى حسين – كلية الزراعة – جامعة أسيوط

تعتبر طائفة النحل من أرقى الجماعات النى تعيش تحت نظام اشتراكى تعاونى متقدم شعاره الفرد للمجموع والمجموع للفرد. لا يستطيع أى فرد من أى مجموعة أن يعيش بمفرده بعيدا عن الطائفة وإلا كان مصيره الهلاك ؛ ولكن الطائفة فى مجموعها تستطيع الحياة تحت أقصى الظروف بما يقدمه كل فرد فيها من خدمات تحفظ للطائفة كيانها وتساعدها على استمرار البقاء.

فالنحل يعد بمثابة دولة أو مدينة فاضلة فتتسم بقوانين منظمة وتنفذ تعليماتها فى غاية الدقة والصرامة ؛ بها أعلى تنظيم وأدق نظام لتنظيم التخصصات وتقسيم الأدوار ؛ يتفانى مواطينى هذه الدولة بالإستماتة فى الذود عن مملكتهم وبذل الغالى والنفيس من أجل سعادتها والتضحية بالنفس والإستشهاد من أجل بقاء دولتهم ونكران الذات ومعاونة الضعيف ؛ كما انه لايوجد عمر للإحالة لسن التقاعد .

كما أن هذا المجتمع الفريد له طقوس فيقدر ويحترم أفراده بعضهم البعض ويظهر ذلك واضحا حين تتجول المكة بين الأقراص باحثة عن العيون الخالية التى تضع فيها البيض ففى هذه الحالة تحيط بها الشغالات القائمة على خدمتها ( الوصيفات ) فتخلى لها الطريق فى أحترام وأجلال وإكبار ؛ وتحيط بها كما يحيط السوار بالمعصم . وأيضا يتجلى ذلك الوقار بعد تلقيح الملكة ودخولها للخلية حيث يتجمع حولها أفراد الرعية ويقوموا بزفة العروسة القادمة وتنظيفها.

ومن الإعجاز نري أن البيوت السداسية هي من أوسع البيوت كما أن تجاورها لا يوجد به آيه فراغات ونعم الخالق أن جعل بيوت النحل متراصة ومترابطة بطريقة هندسية بديعة ويسأل في ذلك مهندسي التصميم في هذه الأيام والتى يعجز فيه المهندسون من بناء مثل هذة البيوت إلا إذا أستعانوا بأدق وأحدث الأجهزة .

فإن شغالة النحل تعد بمثابة أعظم وأصغر مهندس معمارى على سطح البسيطة ؛ فهى تبنى بيوتها على الشكل السداسى المتناسق بسهولة ويسر ؛ كما أنها تعلم الغرض من هذا الشكل كذلك تصميمة بما يتفق مع الغرض الذى أنشئ من أجله. فإذا أرادت الشغالة بيتا يصلح ليكون بيتا للذكر فأنها تبنى بيتا بقطر ربع بوصة ؛ فيمكنها أن تبنى ( 33 بيتا فى البوصة المربعة ) 250 بيتا فى الديسمتر المربع ؛ بينما إذا أرادت أن تبنى بيتا للشغالة ؛ فأنها تعلم أن قطر هذا البيت خمس بوصة ؛ فبذلك يمكنها بناء ( 55 بيتا فى البوصة المربعة ) 857 بيتا فى الديسمتر المربع. والمادة المستخدمة فى البناء هى عبارة عن الشمع الذى تفرزه الشغالات من خلال أربعة أزواج من الغدد المتواجدة على الحلقات البطنية للشغالات.
































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق